السعودية- تحويل الرياضة ورؤية عالمية جديدة

المؤلف: غادي جودة08.28.2025
السعودية- تحويل الرياضة ورؤية عالمية جديدة

عندما بدأت الأميرة نوف آل سعود منصبها كمديرة عامة للتسويق في وزارة الرياضة السعودية في عام 2018، واجهت عالمًا غير مألوف بنبض المملكة.

قالت: "عندما بدأت هذه الرحلة لأول مرة، أدركت أن العديد من الناس حول العالم لم يختبروا ثقافتنا أو طاقتنا أو رؤيتنا حقًا".

بعد ست سنوات وأكثر من 135 فعالية عالمية — من الظهور الأول المثير للفورمولا 1 إلى سباق القوارب الكهربائية E1 الرائد — تقوم آل سعود الآن بتنظيم محفظة تسويقية اجتذبت أكثر من 3 ملايين شخص ونقلت تطور المملكة العربية السعودية إلى أكثر من 160 دولة.

ما هو أعظم انتصار لها؟ إعادة كتابة السرد. صرحت آل سعود لصحيفة عرب نيوز: "لقد تطورنا من مجرد اعتبارنا وجهة تستضيف الفعاليات، إلى الاعتراف بنا كقادة ذوي تفكير مستقبلي في مجال الرياضة".

حيث كان الشك يتردد في السابق، تعرض آل سعود الآن يقينًا: "اليوم، الرسالة الأكثر أهمية هي أن المملكة العربية السعودية ليست منفتحة على العالم فحسب، بل تشكل بنشاط السرد الرياضي العالمي".

هذا الاقتناع يتخلل كل حملة — سواء كان ذلك تضخيم مشاركة المجتمع في Extreme E أو دمج سرد القصص الثقافية في نهائيات اتحاد لاعبات التنس المحترفات.

ومع ذلك، تتكشف التحولات الأعمق في المدرجات السعودية. قالت آل سعود: "منذ عقد من الزمن، كان من النادر رؤية الآباء والبنات والأبناء يحضرون الفعاليات جنبًا إلى جنب".

الآن، تمتلئ الملاعب بالطاقة متعددة الأجيال. قالت آل سعود: "الفتيات يرتدين بفخر قمصان الفريق، والآباء يهتفون مع أطفالهم والمعجبون الشباب يتعرفون على أنفسهم في الرياضيين الذين يشاهدونهم".

تسمي هذه الظاهرة "تأثير الدومينو حيث تصبح الرياضة لغة ثقافية مشتركة" — وهي شهادة على الأثر المجتمعي لرؤية 2030.

لا تزال معالجة التصورات العالمية جزءًا لا يتجزأ من عملها. قالت: "لقد نظرنا إلى كل فعالية عالمية على أنها فرصة جديدة لفتح نافذة جديدة"، ومواجهة الصور النمطية بأدلة تجريبية — سواء كان ذلك من خلال أماكن عالمية المستوى أو دفء المتطوعين.

تعتمد ترسانتها الإبداعية على سرد القصص الأصيل: "نحن نقلب السيناريو من خلال تصميم حملات لا تسوق لمباراة أو سباق فحسب، بل تحكي قصصًا".

تخدم هذه الروايات، التي تعرض رحلات الحج للمعجبين الدوليين أو المواهب المحلية، غرضًا أسمى: "دورنا يتجاوز بيع التذاكر؛ يتعلق الأمر بإلهام الجيل القادم من الرياضيين".

بصفتها رئيسة اللجنة الرياضية النسائية، تستخدم آل سعود منصات مثل نهائيات اتحاد لاعبات التنس المحترفات كمحفزات. وأضافت: "لم يكن كافياً أبدًا مجرد استضافة بطولة نسائية".

استراتيجيتها هي الإدماج على كل مستوى: "نحن نستخدم هذه المنصات لإظهار أن المرأة السعودية رياضية وقائدة واستراتيجية ومبتكرة".

من برامج الإرشاد إلى لجان القيادة، فإن الهدف لا لبس فيه: "إعادة تعريف الأدوار ليس فقط في الملعب، ولكن في قاعات الاجتماعات وفرق الإنتاج وطاولات الاستراتيجية".

وسط حجم التقدم، ترتكزها اللحظات الإنسانية. تروي بوضوح كأس السوبر الإيطالي: "عندما كنت أشاهدهم، وهم يرتدون ألوان ناديهم، ويسيرون عبر مناطق المشجعين لدينا مع أطفالهم، ويضحكون، ويلتقطون الصور، شعرت بشعور طاغٍ بالفخر".

في تلك اللحظة، تبلورت المهمة: "لم يكن الأمر يتعلق باللعبة فقط. كان الأمر يتعلق بأن تصبح المملكة العربية السعودية نقطة جذب للأشخاص الذين يحبون الرياضة، أينما أتوا". بالنسبة لآل سعود، هذه الابتسامات هي أكثر من مجرد مكافآت — إنها دليل على أن الرياضة يمكن أن تبني جسورًا لا تستطيع أي إحصائية قياسها.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة